قتل الكلاب الضالة بالسُم جريمة إنسانية... أم ضرورة فرضها التجاهل الحكومي؟!


قتل الكلاب الضالة بالسُم جريمة إنسانية... أم ضرورة فرضها التجاهل الحكومي؟!

الكلابلم يحتج الأمر أكثر من 5 دقائق كانت كافية بتساقط 150 كلباً في «مجزرة» جماعية كتبت نفوقها بعد أن باءت جميع محاولاتها وهي تتشبث بالحياة... لكن سمها «القاتل» الذي التهمته في وجبة لحوم شهية أنهى حياتها على مرأى ومسمع عدد من مرتادي منطقة صناعية الجهراء التي شهدت حادثة «الإبادة» الجماعية... لتنطلق بعدها ألسنة تدين الحادث وأخرى تؤكد أن الإقدام على قتل الكلاب بتلك الطريقة إنما هو ضرورة فرضها التجاهل الحكومي للتخلص منها بالطرق المشروعة...

وفي الوقت الذي لا يختلف فيه أحد على خطورة الكلاب الضالة في تهديد الآمنين لا سيما داخل المناطق السكنية، ولا يوجد من ينكر أن هذه الكلاب باتت محل إزعاج لمناطق مثل الجهراء الصناعية بعد أن ازداد عددها بشكل لافت، وباتت تهاجم أغنام المواطنين وتفتك بها... فإن الاختلاف يكمن في كيفية التخلص منها، فقد تفتقت قريحة شخص أو أشخاص بعد أن غاب الدور الحكومي في التخلص منها كما كان يحدث في السابق فقدموا وجبة لحم «شهية» لقطيع من الكلاب، وما إن انقضت الأفواه الجائعة على «وليمتها»، حتى راحت تتساقط وفي خلال خمس دقائق قتل نحو 150 كلباً وهي تطلق صيحات الألم وتتساقط واحداً تلو الآخر.

عملية القتل بتلك الوحشية، التي يعتبرها البعض حلاً مناسباً للتخلص من الكلاب الضالة وما تسببه من إزعاج وتهديد للإنسان والحيوان في آن، ووسيلة نجاة مما يمكن أن تسببه عضة كلب لانتشار العدوى والأمراض، معتبرين أنه لا فرق بين قتل تلك الكلاب رمياً بالرصاص كما كان يحدث قديماً، والقضاء عليها بتقديم السُم لها في الطعام... يرى فريق أن قتلها بتلك الطريقة لا يتناسب مع المبادئ الإنسانية ولا الدينية، لاسيما وأن السُم الذي يُدس في طعامها عادة ما يكون مادة «لانيت» تلك المادة معروف عنها خطورتها وتهديدها البيئة والبشر، فلو تركت وتجاهل الكلاب اللحوم الممتلئة بها فقد تتسرب إلى الإنسان بشكل أو بآخر فتتسبب في قتله، خصوصاً وإن تحملت كلاب آلام تسميمها وانتقلت إلى مكان بعيد عن الطعام الذي أكلته فنفقت وأكل من جيفتها حيوانات أخرى، فهذا كفيل بأن يتسبب في أضرار صحية بالمحيط الذي تتحلل فيه الجثة.

«الراي» لم تقف عند حد استعراض مجزرة مقتل الكلاب كحدث بل رصدت بالصور جثثها الملقاة في الساحة الترابية، قبل أن تختفي من المكان في صباح اليوم التالي، لتستعرض آراء الفريقين محاولة أن تلقي الضوء على أبعاد الحادث المُبرر بالتجاهل الحكومي...

وبسؤال شاهد عيان على حادثة «القتل الجماعي» قال إن «عمالاً بعد أن تأكدوا من موت الكلاب قاموا بنقلها بعيداً عن المنطقة وقاموا بدفنها في (مقابر جماعية) بمساعدة جرافة أهالت عليها التراب».

من جانبه، صرح صاحب محل للبيطرة لـ«الراي» بالقول إن «سوق بيع المواد السامة باتت رائجة بعد أن اعتاد كثير من ساكني المنطقة شراءها، حيث يضعونها مع اللحم أو الدجاج ويقدمونها للكلاب الضالة بعد أن شكل وجودها تهديداً لهم»، لافتاً إلى أن «سعر الكيس الذي يحوي المواد السامة يُباع بستة دنانير».

ومن المتضررين من وجود الكلاب في الجهراء الصناعية الإطفائيون الذين اشتكى بعضهم لـ «الراي» اقتحام الكلاب لمركز الإطفاء الكائن في المنطقة حيث تثير بداخله الفوضى بعد أن تمزق ملابسهم، وتقضي حاجتها وتتبول في المكان ما يتسبب في نشر التلوث والبكتيريا.

وقال إطفائي إن «انتشار الكلاب بين آليات وسيارات المركز تسبب في تأخر تحرك الآليات نتيجة استرخائها تحت إطاراتها»، مُضيفاً «نحن أمام مأزق حقيقي إلى جانب الرعب الذي تنشره أصوات الكلاب والازعاج الكبير الذي تسببه نتيجة النباح المتكرر، ناهيك عن تعرضنا خلال النوبات المسائية لهجمات مفاجئة، أثناء قيامنا بالخروج لتدخين سيجارة في الهواء أو إجراء مكالمة هاتفية خاصة».

من جانبه، قال مدير مسلخ الجهراء فلاح السعيدي إن «الكلاب الضالة باتت مشكلة تؤرق الجميع، وهي مشكلة قديمة إلا أنها تفاقمت في الفترة الأخيرة بسبب زيادة أعدادها بدرجة ملحوظة، وما تبع ذلك من مهاجمتها لعمال المسلخ والأغنام المتواجدة فيه»، مضيفاً «قمنا بعمل تدابير احتياطية وخاطبنا عدداً من الجهات الحكومية مثل بلدية الكويت، والهيئة العامة للزراعة، ولكن لم نصل لحل حيث أبلغنا أحد المسؤولين أن ثمة مناقصة للتعامل مع الكلاب الضالة في طريقها للطرح».

أما مربي الحيوانات الأليفة محمد أمير سراب والذي امتهن تربية الكلاب منذ 28 عاماً ويعتبر من أوائل الأشخاص في الشرق الأوسط الذين قاموا بتربية كلب من النوع الأميركي بولي قال «من السهل إيجاد طرق أفضل من قتل الكلاب بالسم فثمة طرق رحيمة للتخلص منها، وأشهرها هو الإمساك بها حية وخصيها، وهي طريقة حققت نجاحاً كبيراً، حيث يتم إخصاء الذكور، وربط أرحام الإناث حتى لا تتكاثر، وبالتالي نضمن تناقص أعدادها تدريجياً حتى يتم التخلص منها بشكل طبيعي»، مضيفاً «هناك حلول أخرى مثل الحفاظ عليها في حظائر خاصة أو إرسالها إلى دول ومنظمات خارجية، تطلب الحصول عليها أو تُعطى لأشخاص يرغبون في اقتنائها».

في الشرع والقانون

الإسلام يُجيز قتل الكلب العقور

تعرض إمام أحد المساجد في منطقة الجهراء لهجوم شرس من عدد من الكلاب الضالة بينما كان خارجاً من صلاة الفجر، ويروي الإمام تفاصيل الحادثة المروعة ويقول «كنت أسير ماشياً على الأقدام وفجأة هجمت كلاب مفترسة ومزقت ثيابي وسقطت أرضاً وبعد فترة وجيزة صرفها الله عني، ونجوت بأعجوبة ونقلت إلى مستشفى الجهراء وتلقيت العلاج وهناك أخبروني أن الكلاب المسعورة هاجمت احد الأطفال وعددا من الأشخاص».

وأضاف الإمام أن «الدين الإسلامي يجيز قتل الكلب العقور الذي يتسبب في أذى الإنسان»، مطالبا الجهات الحكومية بالتحرك السريع لحل هذه المشكلة.

«الداخلية» منعت إطلاق النار على الكلاب

أكد مصدر أمني لـ «الراي» أن وزارة الداخلية كانت في السابق تمنح صلاحية لرجال الأمن في المخافر بإطلاق النار على الكلاب الضالة، ولكن هذا القرار أوقف العمل به نتيجة مخاوف من أن يُصاب أحد بالخطأ نتيجة إطلاق النيران.

Post a Comment

أحدث أقدم