
شددت الرحال الى قطر، للمرة الأولى في الاوائل المبكرة
من عقد الثمانينات، في مهمة صحافية برفقة زميل من بطن الديرة، كانت مهمته
التصوير، في تلك الزيارة وقفت على بلاد لا تزال رهينة اسوار الماضي، بكل
طقوسه العمرانية، ومجتمع صغير مسالم، لم تدخله المدينة بالمفهوم العام لها،
فنادق، لا يتعدى عددها اصابع اليد الواحدة، واسواق متواضعة تحكي تراث
الماضي عمراناً وسلعاً، ومدارس لم تأخذ صورة مدارس اليوم، صورة الامس وان
كانت محببة وقريبة من النفس لما تحويه من معايير ذاك الزمان، الا انها كانت
لا تعطي صورة عن مدينة العصر بكل جوانبها.
الزيارة الى دولة قطر، تكررت قبل ثلاثة اشهر، وقفت
خلالها على بلاد نفضت كل رواسب الماضي، لتعانق الحاضر عمراناً وحركة
وتعليماً، وخدمات صحية وتطلعات تطمح للوصول الى مصاف دول العالم المتقدم،
انقلبت صورة الامس في دولة قطر، وبدأت تزحف في شتى مناحي الحياة لبناء
بلاد عصرية وانسان عصري يأخذ بكل جوانب المدينة الحديثة، مع الاحتفاظ
بالقيم والمبادئ الاجتماعية الراسخة التي ورثها جيل بعد جيل، وظل ممسكاً
فيها نبراساً في حياته اليومية.
قطر اليوم، ليست هي الامس، فقد ادركت القيادة فيها
والشعب ان التطور هو شعار الحياة الحاضرة، وان الاوطان تقاس بكل ما تقدمه
لشعوبها، فآمنت بالتعليم على كل صعيد ووفرته في كل المراحل، وفي الصحة لكل
محتاج، ولم تبخل عنه بالعطاء، سواء في توفير المستشفيات أو مجانية العلاج،
وشوارع حديثة لا تكاد ترى الازدحام فيها، واستعدادات لا تتوقف من اجل بناء
دولة عصرية تبني حاضرها من اجل مستقبلها الذي تتطلع اليه.
الاحتفال في ذكرى اليوم الوطني لتولي مؤسس دولة قطر
الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني مقاليد الحكم في قطر، هو احتفال له مد لولاية
في دولة كانت بالامس محدودة الصيت فاذا هي اليوم على كل لسان في هذا العالم
الواسع، احتفال بدولة تسابق الزمن في مرحلة البناء والتطور والازدهار،
وصولاً لتحقيق غاية اسمى تتوج بدولة لها مكانتها ومساحتها في هذا العالم
الواسع.
دولة قطر، كانت حاضرة خلال محنة احتلال العراق لبلادنا،
كانت المناصرة والداعمة للحق الكويتي، فامتزجت دماء ابنائها الابطال بدماء
ابناء الكويت الذين دحروا العدوان، وكان الشعب القطري كبيراً في ضيافته
لاهل الكويت الذين ارغمتهم الظروف الحالكة على التواجد خارج حدود وطنهم،
كان ذلك موقفاً لا يمكن لأي كويتي ان ينساه للدولة وللشعب في قطر، فهنيئا
باحتفال المناسبة وهنيئاً لقيادة ادركت دور الانسان في بناء وطنه فوقفت معه
وآزرته للوصول الى الغاية والهدف.
• نغزة
يكفي دولة قطر، انها أول دولة عربية تفوز بتنظيم
مباريات كأس العالم عام 2022 م وهو انجاز عالمي يحق للعروبة ان تفتخر به
وتزهو.. طال عمرك.
يوسف الشهاب
إرسال تعليق