أخت الرجال... أم الشوارب ..بقلم: | د. حسن عبدالله عباس |


من الضروري ان نتقدم بالشكر والثناء للدكتور يوسف الزلزلة لوقوفه امام وزير التربية الدكتور العيسى وتهديده اياه بالمساءلة السياسية والاستجواب ان صدقت الاشاعات حول تعيين الدكتورة اسيل العوضي ملحقا ثقافيا في واشنطن.

هذا الذي كنا دائما نقوله، لا يوجد في البلد من يستحق الثقة. طلب الاصلاح ومكافحة الفساد والشفافية الى آخر الاسطوانة ما هي الا عناوين مزيفة سيستخدمها كل من يريد ان يترزق من على كتف هذا الشعب. وهذا ما يجري بقصة اسيل والملحقية.

في هذا البلد، يوجد المتخصصون في الغش والخبراء في اختيار الاسوأ. فهذا الوزير برغم انه جديد ولم يمر على تنصيبه الا اسابيع، والمفترض انه يريد ان يحتفظ بموقعه اطول مدة ممكنة (كلام انه زاهد بالمنصب، كلام ماخوذ خيره)، برغم ذلك يريد الاستفادة بهذه الصورة الفجة. فلا ادري اين يمكن ان تكون هذه الشاكلة من المخالفات في مكان غير الكويت؟ فمع وجود جيش من المستشارين، ومع وجود دائرة قانونية متخصصة بشؤون الوزارة، وبرغم وجود هذا الكم الهائل من الشبكات الاجتماعية والمواقع والاعين الصحافية والرقابية على اداء الحكومة، لكن ومع ذلك وعينك عينك يعين الوزير ملحقا ثقافيا في واشنطن من غير أن يرف له جفن ومن دون خوف او تردد لتبعات هكذا قرار؟

اما ما يزيد الطين بِلة تلك المعارِضة الشرِسة والتي اسمتها المعارضة بــ «أخت الرجال» (والطبطبائي يقول فيها ارجل من عشرين شارب) كونها في تلك الجلسة الشهيرة (جلسة الرد على الخطاب الاميري) القت خطبتها الشهيرة النارية بعنوان «من يعصي اوامرك يا سمو الامير»... انقل لكم بعض العبارات التي اراها مفيدة هنا، قالت حينها: «انت تأمر بتطبيق القانون»، «التعدي على الدستور نخشى ان يؤدي الى ضياع حقوق جميع الاطراف»، وتنتقد من يقف ضد توجيهاته السامية وضد الدستور! وتستنتج ان «هذا مو شي زين لأن قاعدين نشوف البعض يتمادى بتنفيذ اجندته الخاصة بهذا الطرح»!

ثم الدكتورة المعارضة الشرسة صاحبة مبدأ الالتزام بالقوانين وبالدستور لا مانع لديها من التعيين المخالف للقانون والدستور! بالمقلوب:

طلبوا الذي نالوا فما حُرموا **** رُفعتْ فما حُطتْ لهم رُتبُ

وهَبوا وما تمّتْ لهم خُلقُ **** سلموا فما أودى بهم عطَبُ

جلبوا الذي نرضى فما كَسَدوا **** حُمدتْ لهم شيمُ فما كَسَبوا

Hasabba@gmail.com

Post a Comment

أحدث أقدم