
10 آلاف قضية وموقوف بدعاوى مخدرات خلال عام * الحشاش لـ “السياسة”: المخدرات التخليقية آخذة في الانتشار بين الصغار دون إدراك مخاطرها * العزلة والضعف وإحمرار العينين واصفرار الوجه والهذيان والتغيب أبرز علامات الإدمان * خبراء وأولياء أمور لـ “السياسة”: أوقفوا كبار التجار ولا تكتفوا بعقاب صغار المروجين والبائعين كتب – منيف نايف وناجح بلال: رغم نجاح الحرب الأمنية التي تشنها أجهزة وزارة الداخلية وادارة مكافحة المخدرات في ضبط اطنان من المواد والحبوب المخدرة على انواعها وتوقيف آلاف المتورطين في ترويجها, نجح تجار ومروجو المواد المخدرة في توسيع سوق عملهم وضم شرائح جديدة خصوصا من الشباب وصغار السن والطلاب الى قائمة “المهلوسين والمدمنين”, الأمر الذي وصفته مصادر أمنية بانه “غزو جديد يدمر الاجيال الصاعدة”, مستغربة “كيف ان الأجهزة الأمنية تنجح في ضبط آلاف المروجين وملايين الحبوب وأكياس البودرة بينما تبقى الكويت مريضة بهذا الداء ويفلت كبار التجار من قبضة العدالة”. أمنيا, كشفت مصادر مسؤولة لـ”السياسة” ان ادارة مكافحة المخدرات “ضبطت منذ نهاية العام الماضي وحتى اليوم نحو ستة ملايين حبة مؤثرات عقلية وطني حشيش و55 كيلوغرام ماريغوانا و42 كيلو غراما من الهيرويين و35 كيلو غراما من الآيس و19 كيلو غرام افيون و15 كيلو قات و644 غرام كوكايين وأكثر من 15 الف زجاجة خمر محلي ومستورد”, مشددة على ان عمليات الرقابة والتتبع وحملات الدهم مستمرة على مدار الساعة. ولفتت مصادر الادارة الى “توقيف 6027 متورطا في الاتجار والترويج وتسجيل نحو 4581 قضية مخدرات و792 حالة ادمان وابعاد 555 متورطا في تلك القضايا”, مشددة على ان “الحديث عن تفاقم الظاهرة وانتشارها ليس تهويلا بل خطر فعلي يواجه المجتمع الكويتي بكل فئاته وشرائحه واطيافه ومؤسساته الرسمية والأهلية بعدما تمكن المروجون من نشرها بين فئات مجتمعية جديدة كطلبة المدارس والجامعات والنوادي”. وتوعدت بـ”مواصلة الحرب على المخدرات وحبوب الهلوسة و”الشبو” رغم ابتداع التجار وسائل جديدة لتهريب بضاعتهم وترويجها”, مشيرة الى ان “طرق التهريب والتخزين والترويج تغيرت مع تغير الفئات التي تتعاطى بها فلم تعد تخفى في غرف وأوكار بعيدة مظلمة وتروج في الزواريب والأحياء الشعبية بل يمكن ان تجدها في كل المناطق والاوساط وتخفى في الملابس الداخلية وفي غرف النوم والمكانس الكهربائية والبرادات وغيرها من الأماكن الأمر الذي يصعب على الأمنيين ضبطها”. من جهته, أكد مدير ادارة العلاقات العامة وادارة الاعلام الامني بالانابة العميد عادل الحشاش ان “رجال الأمن يقفون بالمرصاد ويتصدون بحزم لضبط كل من يحاول تهريب أو الاتجار أو ترويج او تعاطي وادمان المواد والحبوب المخدرة”, مشددا على قدرة رجال الأمن على “سوق المجرمين واحالتهم وتقديمهم الى العدالة لينالوا العقاب الرادع الذي يصل الى الاعدام”. وبين ان أجهزة المكافحة والوقاية في كل الجهات المعنية “على استعداد دائم وعلى مدار الساعة لتلقي البلاغات والمعلومات بسرية تامة لضبط هؤلاء المجرمين”, مشيرا الى ان “القانون يعفي متعاطي ومدمن المخدرات من أية اجراءات قانونية في حال تقدمه طواعية قبل ضبطه, وكذلك في حال تلقي البلاغ من أولياء الامور وأقارب الدرجة الاولى حيث يودع المتعاطي والمدمن في احدى المستشفيات المتخصصة لعلاجه”. ودعا الشباب واولياء الأمور الى تحمل مسؤولياتهم ومراقبة تصرفات الابناء وملاحظة السلوكيات الغريبة التي قد تطرأ عليهم كالعزلة والعزوف عن الاخرين والخمول والهزال والضعف واحمرار العينين واصفرار الوجه والارتعاش والهذيان والتغيب والانقطاع عن المدرسة او الجامعة او العمل”, معتبرا ان “على المواطنين والمقيمين القيام بدور حيوي ومؤثر في دعم ومعاونة جهود رجال وأجهزة المكافحة لوقاية المجتمع وأفراده من هذه السموم والخارجين عن القانون”. ولفت الى اهمية حملات التوعية بين صفوف الشباب خصوصا طلاب المدارس والجامعات “لتجنب المخاطر التي يجلبها التعاطي والادمان على المخدرات بأنواعها الطبيعية والتخليقية الآخذة في الانتشار بين صغار السن من دون ادراك مخاطرها واثارها المدمرة على الافراد والأسر والمجتمع”. على خط مواز, حذر خبراء وأولياء أمور في تحقيق اجرته “السياسة” من “تزايد انتشار الحبوب والمواد المخدرة بين صغار السن والشباب نتيجة بعض الظروف التي يمرون بها والانفتاح المطلق على وسائل التواصل الاجتماعي”, معتبرين ان “الشبو” بمثابة “مادة سريعة القتل بارخص الاسعار”. ودعا هؤلاء الوزارات ومؤسسات النفع العام الى “توسيع حملات التوعية وشرح مخاطر الادمان على الفرد والاسرة وتزايد معدلات الجرائم والاعتداءات والعنف وهتك الاعراض والسجن نتيجة الادمان وتناول تلك المؤثرات”, وطالبوا بتطبيق القانون على المتورطين والتجار الكبار وعدم الاكتفاء بمعاقبة صغار المروجين ومنع تدخل الواسطات للافراج عن هؤلاء وتفلتهم من العقاب.
إرسال تعليق