الفساد الذي وصلنا اليه، من أيدينا. وفعلنا. انه نتيجة تقاعسنا وتخاذلنا في الدفاع عن أخلاقنا، عن الحق والصح. انه نتيجة تكاسلنا وتراخينا مع الخطأ، والتشبث به كوسيلة أخيرة للنجاة والثراء السريع والوصول والتسلق. لذلك لاتتباكوا اليوم على حال البلد أخلاقيا وتربويا وحضاريا. لقد أصبحنا النقطة السوداء سلوكيا والأخيرة خلقيا بين دول الخليج. هل سأل أحدكم نفسه، لماذا يظهر فيديو قفز الأرنب في الكويت دون دول الخليج. وبعدها فيديو الشاذ جنسيا في الفيديو الخادش. وبعدها البنت التي تظهر «مؤخرتها» من السيارة بالبر والشباب يلحقونها وينعتونها بـ (....). لماذا هذا العته والعهر والإسفاف والابتذال عندنا؟ دون دول الخليج؟، وحتى الدول العربية التي نظنها منحلة، لم يظهر فيها هذا الاعلان والتباهي بالاسفاف مثلنا. لماذا يا تربويين ويا مصلحين اجتماعيين ويا أساتذة علم النفس والاجتماع.. لماذا نحن؟. لماذا. سؤال مهم. لن يسأله أحد. ولن تقام حوله ورش عمل أو ندوة أو محاضرة اجتماعية أو نفسية. ولن تطرحه جمعية نفع عام. لماذا؟، لأننا ببساطة اعتدنا التفرج. وتحولنا من الوعي والنقد والتساؤل واتخاذ الموقف والحزم وتطبيق القانون، للتفرج. تحولنا من شعوب واعية، لقطيع، لمتفرجين. ببساطة وباختصار. لا تأخذوا كلامي بحساسية ولا تغضبوا. إنها غيرتي الوطنية والفكرية والأخلاقية التي تتكلم وتستصرخ بقايا الضمائر لدينا. نحتاج موقفا. نحتاج منبر صدق وخلقا نصرخ منه وندعو لإنقاذ أخلاقيات البلد. نحتاج مقولة: (اصرخ إذا أنا موجود). يكفينا تباكٍ على حالنا وجلد الذات دون طائل. نحتاج موقفا ونحتاج وقفة شعبية لا رسمية. لا تنتظروا المؤسسات الرسمية أن تتخذ موقفا إصلاحيا، لأنه سيطول انتظارنا دون نتيجة. نحتاج أن يبدأ كل منا باتخاذ موقف علاجي وأخلاقي جاد. يبدأ بنفسه ثم يغير ما حوله ومن حوله، تدريجيا بالنصح وبالقدوة الحسنة. نحتاج تغيير تربية ماري وكومار التي أخرجت لنا الأجيال الفاسدة المنحلة. التي أكملت وزادت على فسادهم المناهج التربوية المترهلة والإعلام المتفسخ المقيت. كما نحتاج لنبذ الاقصاء والاختلاف والدعوة لتوحيد الجهود والسلوك والكلمة. لوضع نقطة آخر السطر. والا فلن يتبقى لنا إنسانية أو فضائل نجمعها لنصنع منها إنسانا واعيا صالحا خيرا.


إرسال تعليق