
من الناحية السياسية ،
يمكن القول ان رئيس الوزراء السابق (أو نائب رئيس الجمهورية السابق) نوري المالكي
قد انتهى ، فحياته السياسية انتهت رسمياً بشخطة قلم من قبل رئيس الوزراء الدكتور
حيدر العبادي الذي قاد انقلاباً أبيض على المفسدين والحلقات الزائدة في الحكومة
العراقية تلبية لمطالب المتظاهرين ، فضلاً عن أن المالكي حتى الآن هو أكثر شخص ردد
المتظاهرون اسمه مطالبين بمحاكمته على ما اقترفه من جرائم بحق الشعب العراقي .
ومن الناحية القانونية ،
باتت محاكمة المالكي شبه محسومة ، فهيئة النزاهة وكل اجهزة الدولة باشرت بتنفيذ
القرار القاضي بمنع سفر المسؤولين المشتبه بهم والمطلوبين بجرائم فساد ، وقد عاد
الرجل بعد أن ورّطه المسؤولون الإيرانيون وأقنعوه بضرورة العودة الى العراق ، ثم
واجهوه بالحقيقة الصادمة فور رجوعه وفق مبدأ (لا أعرفك ولا تعرفني) أو كما يقول
المصريون (مين سمير؟! ) .
المالكي حالياً في العراق
بانتظار محاكمته ، وجرائمه لا تقف عند حدود الفساد المالي ونهب ميزانيات الدولة
طيلة سنوات حكمه ، بل تتعدى ذلك الى ارتكاب جرائم إبادة بحق السنة والشيعة وأعضاء
منظمة مجاهدي خلق ، فمجزرة الحويجة التي يندى لها جبين الإنسانية لن تمحى من ذاكرة
أهل السنة في العراق بعد أن اقتحمت قوات المالكي ساحة اعتصام سلمي وقتلت كل
المعتصمين بضمنهم الأطفال ! فضلاً عن مجزرة جامع سارية التي نُفذت بتفجير عبوات
ناسفة إيرانية الصنع قتلت عشرات المصلين ، ناهيك عن اعتقال وتعذيب وإعدام مئات
الآلاف من شباب السنة بلا أية تهمة ، وفي النهاية قام المالكي بإصدار أمر لقادة
جيشه بالانسحاب من الموصل وتسليمها لتنظيم داعش ليخلق حالة من الفوضى معتقداً انها
قد تساعده على إطالة مدة حكمه .
ويبدو أن قائمة جرائم هذا
السفاح السايكوباتي لاتنتهي ، إذ مازال ينفذ تفجيرات معظمها تستهدف أحياءً شعبية
شيعية ببغداد كمدينة الصدر ، من خلال ميليشيات العصائب بزعامة قيس الخزعلي ، فهذه
الميليشيا تعد اليد اليمنى للمالكي يعتمد عليها في زرع العبوات الناسفة وتفخيخ
السيارات وتفجيرها في الأحياء الشيعية ومن ثم إصدار بيان (وهمي) يعلن مسؤولية داعش
عن الهجمات .
ولا نقول هنا أن تنظيم
داعش أقل سوءً من ميليشيا العصائب ، فكلاهما وجهان لعملة واحدة ، لكن إرهاب داعش
لم يصل الى بغداد ، في حين ان كل عبوة ناسفة أو سيارة مفخخة تنفجر في بغداد تقف
وراءها ميليشيا العصائب الإرهابية التي تتلقى أوامرها من نوري المالكي .
واليوم ، عندما نقول ان
المالكي انتهى ، نعني أن أقل حُكم سيحصل عليه هو الإعدام ، اما قادة الميليشيات
كقيس الخزعلي وهادي العامري والإرهابي الدولي أبو مهدي المهندس الذين أجادوا تمثيل
مسرحية (محاربة داعش) ، فهؤلاء سيقفون مع سيدهم بقفص الاتهام في محكمة الشعب ،
لينالوا جزاء ما اقترفوه ، ولن يفلح في إنقاذهم من حبل المشنقة الخامنئي ولا حتى
الخميني إذا خرج من قبره .
إرسال تعليق