«اليرموك» مدينة صحيّة عالمية... قريباً

«اليرموك» مدينة صحيّة عالمية... قريباً
فيما انضمت منطقة اليرموك لقائمة المدن الصحية عام 2014، وفق مبادرة منظمة الصحة العالمية، قال مختار مدينة اليرموك رئيس مدينة اليرموك الصحية عبدالعزيز المشاري إن «من المقرر، في نهاية العام الحالي أو بداية العام المقبل، أن يزور الكويت وفد من المنظمة من أجل الاعتراف باليرموك رسمياً كمدينة صحية عالمياً».

وأضاف المشاري، في كلمة له خلال ندوة تعريفية بالمدن الصحية مساء أول من أمس، أنه «تم اختيار اليرموك كمدينة صحية من قبل منظمة الصحة العالمية، بعد أن بادرت وزارة الصحة بفكرة المدن الصحية، حيث لم يجدوا منطقة مهيئة للبدء فيها إلا منطقة اليرموك» مردفاً «كنت قد أسست مجلس عام 2008 من أهل المنطقة وأهل الاختصاص وجميع القطاعات الموجودة فيها، من مخفر ومركز صحي وجمعية التعاونية، وحققنا كل ما وضعناه من أهداف سعياً لجعل اليرموك منطقة نموذجية فيما يتعلق بالحدائق والممشى والشوارع».

وأشار إلى أن «توقيع رسالة تعاون مع منظمة الصحة العالمية في شهر فبراير عام 2014 وعلى مدى كل السنوات الماضية عملنا جاهدين حيث حققنا من 60 إلى 65 معياراً من أصل 80 معياراً وضعتها لنا المنظمة، وكان للدولة يد أيضا في تحقيق هذه المعايير ببناء المدارس والمركز الصحي والمباني التحتية».

وأكد المشاري أننا «نسعى أيضا لتحقيق الشراكة المجتمعية داخل المنطقة وخارجها، ومن أمثلة ذلك تعاوننا مع «الهلال الأحمر الكويتي» الذين وفروا لنا 4 متطوعين، كذلك خصص لنا معهد الأبحاث 11 باحثاً، وبدأنا العمل مع مؤسسة الكويت للتقدم العلمي بما يخص الطاقة الشمسية، كذلك وقعنا مذكرة تفاهم مع مركز العمل التطوعي للعمل الإنساني دفاعاً منا عن حقوق العمالة المنزلية وعمال النظافة ولمساعدة كل ذي حق للحصول على حقه».

من جهتها، قالت رئيس مكتب المدن الصحية في وزارة الصحة الدكتورة آمال اليحيى إن «برنامج المدن الصحية أحد البرامج التي قدمتها منظمة الصحة العالمية، ونعني بالمدينة الصحية المكان الحضري الذي يضم سكاناً أصحاء، ما يعني اكتمال المعافاة البدنية والاجتماعية والروحية والعاطفية وليس فقط خلو الجسد من الأمراض، ويجب توافر الخدمات الثقافية، وبيئة آمنة، وعلى الناس الحفاظ على روابطهم وعاداتهم».

وبينت اليحيى أن «توجهنا في الفترة الماضية من السيطرة على الأمراض المعدية إلى التركيز على الأمراض المزمنة غير المعدية مثل الضغط والسكر والسرطان والأمراض التنفسية، حيث إن 60 في المئة من الوفيات التي تحدث في الكويت وأيضا في العالم بسبب الأمراض الأربعة السابقة»، مردفة «بالإضافة لذلك أن نمط حياة الناس يشكل سببا رئيسيا لإصابة الناس بهذه الأمراض والأبحاث والدلائل تؤكد أن الأكل غير الصحي، وزيادة الوزن، وعدم ممارسة النشاط البدني، التدخين، الكحول والقلق عوامل مسببة لهذ الأمراض أيضا».

وعن تصدي وزارة الصحة لمثل هذه الأمراض، أكدت اليحيى ان «النظم الصحية وميزانيات وزارات الصحة في جميع أنحاء العالم وليس فقط في الكويت لا تستطيع أن تتصدى لهذه الأخطار وحيدة»، مشددة على أن «اليوم نحن في الكويت لدينا نشاط كبير للتصدي لهذه الأخطار، فالبنى التحتية مرتفعة والعمر المأمول للإنسان في الكويت 79 سنة بالنسبة للذكور و81 سنة للنساء، وتعد هذه الأعمار متقدمة، بينما وجدنا أن 23 في المئة من الوفيات للبالغين تحدث عند عمر الـ 60، فلماذا لا تنعكس نوعية الخدمات الصحية لدينا على عمر الفرد، ذلك لأن الأمر لا يتعلق فقط بالصحة بل بالسعادة والإنتاجية ولذلك جاءت مبادرة المدن الصحية».

وقالت إن هذه المبادرة سميت بالمجتمعية لانها تقوم بنقل من المسؤولية من أصحاب الرداء الأبيض إلى المجتمع، مؤكدة «قيادة المدن الصحية ليست لوزارة الصحة بالرغم من أن دورها مهم، بل تقع المسؤولية على عاتق المجتمع كاملا، فالتقدم بالخدمات الصحية يبدأ من الرأي العام الضابط»، لافتة إلى أن «من أهم معايير المبادرة تمويل الذات وهنا لا نقصد المال بل تسخير الموارد، ويعتبر البشر أهم مورد في أي مشروع، كذلك العمل التطوعي، والقوانين واللوائح والبحث العلمي، والتنظيم الذاتي الذي يقوم على تحديد الاختصاصات والمسؤوليات مع مرجعية قانونية». وذكرت أن هناك نحو 3300 مدينة صحية حول العالم، وأكثر إقليم يحتوي على مدن صحية هو الأوروبي لأنهم يعملون ضمن المبادرة منذ 27 عاما، مبينة أن «الكويت سجلت 9 مدن صحية إلى الآن وهي اليرموك، العديلية، الرحاب، مبارك الكبير، الزهراء، السرة، ضاحية جابر العلي، منطقة العيون وضاحية عبدالله المبارك، فيما نهدف لتسجيل 5 مناطق صحية بالعام واعتماد 3 مدن خلال عامين».

من جهتها، قالت رئيس مكتب المدينة الصحية لمنطقة اليرموك، الدكتورة مي العثمان إن «رؤيتنا تكمن بأن تصبح اليرموك نموذجا مبدعا ومثاليا، وأصبحت مهمتنا أن نسعى لتطبيق معايير المنظمة الصحة العالمية، للنهوض والارتقاء بالتنمية الصحية، الاجتماعية، الأمنية، البيئية والتعليمية في إطار مبدع ومثالي وفقا للمقاييس العالمية، مع المحافظة على قيمنا من أمن، سلامة، مواطنة، مساواة، عطاء، وشغف وروح الفريق الواحد».

واكدت العثمان أن «نهدف للمحافظة على نظافة البيئة والتأكد من سلامة الغذاء، وتنمية المهارات والهوايات والتدريب المهني والاجتماعي، ودعم المشاريع الصغيرة، أيضا نهدف للحرص على تحقيق معايير جودة التربية والتعليم، وتعزيز الصحة من خلال نشر التوعية والتدريب للوصول لأعلى مستوى من الخدمات الصحية، كذلك الاستعداد والاستجابة لخطة الحكومة تجاه الطوارئ والكوارث، مع المحافظة على التواصل الاجتماعي والإعلامي من مجتمع مدينتنا».

Post a Comment

أحدث أقدم