الواسطة آفة الكويت ..بقلم: المحامي ماجد أبورمية

ماجد أبورمية
تعتبر الواسطة من أبرز آفات العصر في مجتمعنا الكويتي لأنها تمكن من ﻻ يستحق من الحصول على المناصب القيادية بكل سهولة ودون مراعاة أصحاب الخبرة والكفاءة، وكلنا نعلم أن الواسطة كانت ومازالت من الأسباب الجوهرية لتراجع الكويت في المجاﻻت المختلفة السياسية واﻻقتصادية والتنموية وحتى الخدمية لأنها تضع الرجل غير المناسب في مراكز القيادة وصنع القرار.
وفى الحقيقة هناك ارتباط واضح بين انتشار الواسطة وارتفاع معدلات الفساد في البلاد، ولذا نطالب الحكومة الرشيدة باﻻبتعاد عن سياسة المحاباة التي جعلت الدولة في تراجع مستمر، والمشكلة الكبرى والأخطر من سياسة وضع الرجل غير المناسب في المراكز القيادية التأثيرات السلبية على الأجيال الحالية والقادمة أن طلبة الجامعات عندما يشبون ويرون بأعينهم أن من يفوز بالمناصب القيادية هو من ﻻ يتمتع بأي خبرة وﻻ تعليم وﻻ كفاءة فهذه الأمور تؤدي لتقاعس الطلاب عن التفوق الدراسي مادامت معايير الترقي في الوظائف ليست لأهل العلم وﻻ الخبرة.
كما أن ضعاف النفوس من الشباب لم يتركوا فقط الجد واﻻجتهاد الدراسي بل سيكون معظم تركيزهم على اكتساب مهارات التملق والنفاق مادامت تلك المعايير هي الطريق الموصل للحصول على المراكز القيادية، ومن مخاطر تعيين الرجل غير المناسب في المراكز الحساسة والهامة ان الموظفين أصحاب الخبرات سيتقاعسون عن إبداعهم الوظيفي وستقل إنتاجيتهم في العمل ما دام هبط عليهم بالباراشوت من يرأسهم في وظائفهم دون ان يتمتع بخبراتهم الوظيفية.
وما نقوله في هذه المقالة ليس ضربا من الخيال بل هذه حقيقة واقعية يعانى منها اعداد هائلة من موظفي الدولة الذين تم تخطي أقدميتهم وخبراتهم ومهاراتهم وشهاداتهم لصالح أصحاب الحظوة الذين ترضى عنهم الفئات التي عينتهم في المراكز الهامة.. ويكفي ان نفتح كتب علم النفس لندرك مدى التأثيرات النفسية السلبية لخطورة تفشي مرض الواسطة التي أدت إلى وضع الرجل غير المناسب في المكان الهام.
ونقول إن الكويت إذا أرادت أن تنهض فيجب أن تستأصل من هذا المرض اللعين الذي يعد كالأمراض الخبيثة ﻻن استمرار من ﻻ يتمتع بالكفاءة والخبرة الكافية في أي منصب قيادي ضرره اكثر من نفعه، كما أن هذا المسؤول ضعيف المستوى سيكون ألعوبة في أيدي أركان الوزارة التي يعمل بها لأن جهله ببواطن الأمور سينشط بؤر الفساد في الوزارة التي يعمل بها هذا المسؤول الذي تغيب عنه كل مقومات القيادة والخبرات الإدارية، وفي الأخير فهذا المسؤول إما أن يستخدم من اجل الفساد بعلمه ويكون شريكا أساسيا بالفساد وإما أن يكون بصاما وكل ما يحلم به أن يستمر في نشوة هذا المنصب دون أن يعلم أنه يورط نفسه من حيث ﻻ يدري، ونأمل ان تكون هناك غربلة لجميع قياديي وزارات الدولة لإبعاد العناصر الفاسدة والفاشلة واﻻحتفاظ بالعناصر القادرة على الإبداع والعطاء.


majidbowramia_2030@yahoo.com

Post a Comment

أحدث أقدم