
على الإدارة العامة للجمارك أن تكثف من التعاون الجاد مع أجهزة وزارة الداخلية.
قلت:
وين ما نكون احنا إيـــد وحدة
وين ما نكون احنا بديرة وحدة
نود بداية أن نشيد بجهود العاملين في الإدارة العامة
للجمارك، وعلى رأسها المدير العام السابق والمدير الجديد، على إحباط الكثير
من محاولات تهريب المخدرات والممنوعات بمختلف أشكالها وأنواعها.
يذكر لي صديق يعمل في الجمارك قرابة ثلاثين سنة أن
أجهزتهم التي يستخدمونها في التفيش بالجمارك (البحرية) - التي أغلب البضائع
تدخل البلاد عبرها - هي مجرد «سيخ مسنن»، أي حديدة طرفها مسنن، ولا
يمتلكون سواها إلا الكلاب البوليسية المدربة، في حين أن أجهزة كشف المخدرات
في العالم قد تطورت لتواكب الحيل والمكائد التي من خلالها يتم اخفاء تلك
السموم في أماكن يصعب اكتشافها.
ويلاحظ أن اكثر الضبطيات التي تتم من خلال الإدارة
العامة للجمارك هي اخباريات مسبقة من جهات خارجية تتابع سير عمليات التهريب
تلك أو أن لأصحابها مصالح معينة في ضبطها.
والأمر اللافت أن عمليات إدخال المخدرات زادت في الآونة
الأخيرة على خلاف ما يتصوره البعض ان الضبطيات زادت بحيث انها يوماً بعد
يوم تحول دون ازديادها، والدليل في ضعف الاجهزة الرقابية وغيابها عن فنون
الاتجار بالمخدرات والممنوعات هو انتشارها الكبير في الكويت ورخص ثمنها
المتداول، فرخص الثمن هو دليل عقلاني على سهولة ادخالها وكثرتها.
إن المطلوب تحديداً هو تشديد الرقابة على المداخل
والمنافذ باختلافها، البرية والبحرية والجوية، لا سيما البحرية، والتعامل
فيها بأحدث الأجهزة التي من خلالها يتم اكتشاف أي كمية مهما قل وزنها، على
اعتبار أن تلك السموم إن كانت خامات نقية كان لها سعرها الذي لا يقدر بثمن
مهما كان قليلاً، لأن التاجر في ما بعد سوف يستخدم هذه الخامات النقية في
انتاج كميات أكبر أقل تركيزاً.
والمطلوب بإلحاح أيضاً عمل دورات تنشيطية للمفتشين على
مختلف مسمياتهم الوظيفية، داخلياً وخارجياً، للوقوف على كل ما هو جديد في
هذا العالم الغريب في دنيا التهريب والاتجار بهذه المواد التي أتلفت بحق
أجيالاً كان طريق الشر قادهم إلى الدمار والخراب.
وأخيراً وليس آخراً على الإدارة العامة للجمارك أن تكثف
من التعاون الجاد مع أجهزة وزارة الداخلية في ملاحقة كبار تجار المخدرات
في داخل البلاد، لأنهم هم البلوى الحقيقية، فالتجار الصغار إنما يأتمرون
بأمرهم ويقومون بتوزيع ما لديهم من مخزون الغرض منه الاتجار وإفساد شباب
الوطن.
حفظ الله بلدنا من شر الكائدين المتربصين، وحمى شبابنا وأجيالنا من كل بلية.
د. سعود محمد العصفور
جامعة الكويت - قسم التاريخ
dr.al.asfour@hotmail.co.uk
إرسال تعليق