«قصف الخطوط الجوية الكويتية».. مرة ثانية! بقلم: د. سعود محمد العصفور


اليوم نعيد الأسطوانة المشروخة نفسها، التي تُبكي وتُحزن قلب كل كويتي يحب وطنه ويرجو له التميّز والرخاء.
قلت:
ديرتي طائرها جناحه مكسور
ديرتي يبي لها ياوي وبخور
يذكرني خبر «الكويتية» في وصول طائرة جديدة مستأجرة بمقال لي نشرته في جريدة القبس بتاريخ 2009/1/30 تحت عنوان: «قصف الخطوط الجوية الكويتية»، وقد اتصل بي يومها بعض الطيارين الذين عملوا في «الكويتية»، شاكرين الطرح. وها نحن اليوم نعيد الاسطوانة المشروخة نفسها، التي تبكي وتحزن قلب كل كويتي يحب وطنه ويرجو له التميز والرخاء.
أتصور لو سكتت إدارة الكويتية لكفت ووفت، ولكن من سخريات القدر أن تعلن عن وصول طائرة جديدة مستأجرة ايرباص من طراز A320! والأدهى والأمرّ أنها أعلنت عن قرب عقد صفقة لشراء عشر طائرات أخرى من النوع نفسه يتم تسلمها في 2016 و2017!
يا لعظائم الأمور! يا من أتلفتم «الكويتية»، التي كانت تعد الأولى في الشرق الأوسط بعد البريطانية في يوم عزّها!
لن نقارن بين «الكويتية» وبين «الإماراتية»، لأن الأخيرة هي في الصدارة دائماً، ولكن لنقارن بين «الكويتية» وبين «القطرية» التي حق لمواطنيها الافتخار بها، ولن نكون في هذه المقارنة بعيدين عن الموقع الرسمي لــ «القطرية»، فأعداد طائرات الكويتية 17 وواحدة مستأجرة وصلت حديثاً وعشر طائرات مستقبلية، أما القطرية ـــ وشتَّان بين عدد سكان الكويت وسكان قطر ـــ فانظروا الى «القطرية»، واستمتعوا بالتخطيط والرحلة معاً.. هذا هو الفكر القطري المبدع في دولة ترنو إلى واقعية المستقبل واحتياجات الحاضر، إذاً، كفُّوا بالله عن نشر الفضائح رحمة بأهل الكويت. فقد نحرتم «الكويتية» نحراً، وأفقدتموها الأمان، وأضعتم أكثر محطاتها في العالم، ودفعتم أكثر الطيارين الذين صرفت عليهم الدولة الأموال الطائلة إلى الاستقالة أو العمل في خطوط أخرى!
أرجو مخلصاً أن نكون قد بيّنا حقيقة مريرة عن واقع مؤسسة كانت رائدة، واليوم تستعطف شركات التأجير في تأجير طائرات تجارية، ربما لا يمكن الوثوق بها، نسألكم ختاماً رحمة في وطن نحبه ونرجو له صلاح أمره في ناحية، ودمتم بخير وعافية.
د. سعود محمد العصفور
جامعة الكويت - قسم التاريخ
dr.al.asfour@hotmail.co.uk

Post a Comment

أحدث أقدم